حكاية منتحر...........
الآن دقت أجراس الرحيل, و ألقت سفن
الرحيل بمراسيها على شاطئّ لتذكرنى بحلول موعد المغادرة.
مغادره هذا العالم القاسى و تلك
الدنيا المقززه.
الآن أقولها بملئ شجاعتى : هذه الدنيا مليئة
بالكثير من النفوس المتعفنة و القلوب المتحجرة.
أكتب هذه الكلمات و أنا على أبواب
الذهاب, على شفا حفره من الرحيل.
سويعات و أغادر بعدها تاركاً خلفي
هذا الزييف و التزييف و الكذب و الخداع , فقد سئمت من كل هذا و ضقت ذرعاً به و لم
أعد أستطع معه صبراً.
قضيت عمرى بأكمله فى محاولة يائسة
لأصلاح شروخ حياتى و ترميم دنيتى , و لكن دوماً كانت تصير محاولاتى هشيماً تذروة
الرياح.
الآن أعلن أننى توقفت عن كل
المحاولات , حتى محاولتى اليائسة فى التعلق بتلابيب الحياه توقفت عنها , وعزفت عنها.
سأرحل .........بكل ما يحمله
الرحيل من معانى ثقيله مؤلمه.
سأرحل.......فما عادت لدى المُكنه
على الحياه بعد أن ماتت بداخلى كل المعانى الجميلة.
أعلم أن الكثيرين قد يُعنفوننى و
يلقون باللوم علىّ و يقولون عنى مجنون بائس , و لكنى لست بمجنون , ربما بائسُ من حياه
"بائسه".
أعلم أن رحيلى سيكون مفاجئة و صاعقة للكثيرين.فالكل دوماً
يرانى من الخارج و لا يعلمون ما يجيش فى نفسي من الداخل.
فأنا من خارجى أنساناً يتصنع
الأبتسامه دوماً حتى لايفُشى آلآمه.
و ينخدع فى تلك البسمة الكثيرون , يظنون أنها
نابعة من
القلب , و يحسدوننى عليها.
أغبياء لا يعلمون كم الآلم الذى
أتحمله في سبيل تصنع تلك الأبتسامه التى تخبئ خلفها براكين تثور من الآلم .
و الآن ما عدت أستطيع حتى تصنع تلك
الأبتسامه . ف الآلامى فاقت قدرتى و أحزانى فاقت أستطاعتى.
أعلمُ أيضاً أن رحيلى قد يُفجع
الكثيرين.
أعلم أن رحيلى سيؤلمكِ يا عزيزتى و لكن ليس
جديداً أن نموت فى هذه الدنيا و ليس جديداً أكثر أن نعيش.
أريدكِ أن تتغلبى على رحيلى و
تواجهى الدنيا بتلك القوة التى عهدتها بكِ دوماً.
أماه يا نبع الحنان ...... أعلم أن
رحيلى سيؤلمكِ و لكن عذراً يا أماه فقد مزق وحش اليأس بأنيابه الملطخة بالسواد أخر
ما تبقى داخلى من أمل ,ومن ثَم أضحى الكل لدي
سواء: الضحكة و الدمعه , الفرحة و الألم , الفراق و اللقاء , الموت والحياه.
أبتاه يا موطن الأمان عذراً يا أبتاه فقد ماتت بداخلى
الأمانى و الأحلام و لم يتبقى من دنياي
إلا اليبابُ و الأوهام.
أختاه يا رفيقة الأيام .....لا تحزنى يا أختاه فما عاد
هناك ما يُغرينى بالبقاء. و لربما نلتقي
فى زمانٍ غير الزمان , و مكانِ غير المكان , نجدد عهد الأخوه و نستعيد أيام الصبا.
و يا مَن ستسعدون برحيلى , هنيئاً لكم دنياكم القميئة.
و الآن يجتاح
سيل حزنى العرِم سويداء قلبى و تحتضر روحى مودعةً زماناً أغبر , و تبتسم فى كبرياء
لتلك الحياه القاسية ثم ترحل كما يرحل الهمس فى الضوضاء , و تذهب كما تذهب الزوبعة
فى الفنجان.
تمت
الجمعة، 13 ديسمبر 2013
الثلاثاء، 3 ديسمبر 2013
أنتهت الحكايه.........
ألتقينا
فى الزمن الخطأ و قُدر لنا أن تكون لحظة البداية هى ذاتها لحظة النهاية .
يالسخرية
القدر!
و لربما
تجمعنا أقدارنا مره أخرى فى زمانٍ غير الزمان ، و مكانٍ غيرَ المكان ، بل و عالمً
غير العالم ، و دنيا غير هذى الدنيا.
ربما
تُولد البداية من جديد دون أن تمتزج فيها هذه المره شهقة الولادة بشهقة الأحتضار.
تمت
الاشتراك في:
التعليقات (Atom)

