الاثنين، 11 أغسطس 2014

                                                               غربة و أغتراب


كم هو مؤلم أن تدرك فى لحظة أن أقرب أقربائك قد باتت تفصلك عنهم مسافات بعيدة.
أن تدرك أنك فى زحمة الحياة قد بنيت أسواراً و أسواراً حول نفسك ، و تقوقعت داخلك ، و أصبحت تبتعد شيئاً فشيئاً عن الآخرين .
تنظر إليهم الآن فلا تعرفهم ......تتفحص ملامحهم و وجوههم و ينتابك الشعور أنك تراهم للوهلة الأولى .
مؤلم أن تشعر أنك أصبحت غريباً عن مَن هم حولك ، بل عن كل ما يدور حولك فى فلك حياتك , فقد باتت أقلامك , و دفاترك , عطرك , و ملابسك ، حتى خواطرك التى دونتها منذ سنوات قد باتت غريبة عنك و يكأن شخصاً آخر غيرك هو من دونها .
جرفتك مياه الحياة إلى شواطئ بعيدة فى أقاصى الدنيا ، دنيا لم تتخيل قط أنك قد تصل إليها يوماً .
أخذتك الحياة فى دواماتها التى لا تنتهى , تُسلمك دوامة الألم إلى دوامة الندم ثم  دوامة الحنين و تتكاثر الدوامات إل ما لا نهاية .