الاثنين، 18 يناير 2016

أنهزام

لابد أن تعترف بهذا ......
لقد أستطاعو هزيمتك و الأنتصار عليك
أنت الآن تقف أمامهم تماماً كما أرادوا
منهزم........منكسر ...... و يكأنك جلمود يأس أو صخرة حزن
ها هى جذوة الحياة التى كانت مشتعلة داخلك قد خمدت
و ها أنت أنطفأت و كأنك شمعة تعرضت لهبة هواء عنيفة.
ها هى بذور اليأس التى زرعوها داخلك طفقت تكبر و تكبر حتى صارت أشجاراً عظيمة تشابكت غصونها و فروعها فكأنها الدوح.
ها هى نفسك و قد صَفرت من الأحلام و الآمال و صارت كهفاً اجوف............بيتاً خواء .

تنظر إليهم فترى فى عيونهم نظرات التشفى و تخامرك الذكريات فتذكر نظرة الأعجاب الممزوجة بالدعث و الكراهية التى كانوا يرمقونك بها سابقاً .
لطالما أنتصرت عليهم مرة بعد مرة فى كل المعارك التى خُضت غِمارها لتثبت لهم أنك شئ و أنك قادر على الفعل و على العطاء ، لتثبت أن أحلامك ستجد طريقها يوماً إلى الواقع ، و لكن دال الدهر عليك و تواطئ الجميع على النيل منك , حتى مَن وقفت إلى جانبه الأمس وقف ضدك اليوم
و مَن أورثه يوماً بسمات , أورثك اليوم حسرات
و مًن ملأت عيناه يوماً بالضحكات , ملأ عيناك اليوم بالعبرات .
و هُزمت.......
هذه المرة هزمت , تهاوت قلاعك الحصينة و حصونك المنيعة.
عيناك زائغتان تحملقان حولك فى سكون غرفتك
هاهى أوراقك مبعثرة , و أقلامك محطمة , و أحلامك مصلوبة على شجرة اليأس
و ها هى سكينك الصدئة
                              .................................

ها هى صورتك فى المرآه , صورة تدعو للرثاء , جسدك الضئيل الناحل و بؤسك الشاحب و عيناك الخابيتان تحيط بهما دوائر لا تنتهى من السواد , و شفتاك الممتقعتان.
تطوف فى أرجاء الذكريات , يشتد ألمك , تهمى الدموع من عيناك , تزداد فيضانات أحزانك  ............. أحزانك التى عاقرتها و عاقرتك
تتوه فى غياهب حزنك و متاهات ألمك , فتعجز نفسك عن الأحتمال و تتهاوى ساقطاً فى بيداء الحياة.
                                                                                 وحيداً
تغوص فى أعماقك المظلمة , تتخذ قرارك و تقف على حافة الحياة , تُمسك سكينك الصدئة و تهرول باحثاً عن شرايينك .
                     خطوة واحدة و ينتهى كل شئ , فما عاد هناك أسفاً على شئ .
تلقى نظرة أخيرة على نفسك فى مرآة الحياة , فتصيبك رجفة كتلك التى تنبعث من جسد المحموم , ترتعش يداك فتسقط سكينك مدوية فى أرجاء سكونك.
تنتظر بلوج الصباح لتعاود المحاولة , فربما تمنحك خيوط الشمس الذهبية بعضاً من شجاعة للإقدام على فِعلتك , أو بعضاً من أمل للتراجع عنها.
و لكن سينقضى زمان مَلى قبل أن تشرق شمسك التى أحتجبت وراء غمام حزنك الكثيف .

هناك تعليق واحد: