الهدوء و السكون
يلف الكون حولى .
ما أشد قسوة هذا الصمت الذى يغمر كل شئ .
ما أشد قسوة هذا الصمت الذى يغمر كل شئ .
أشعر أنى فقدت
الأحساس بنفسي و بما حولى ، حتى جسدي لم أعد أشعر به . لا أسمع إلا صوت منكسر
مبحوح يأتى متقطعاً و كأنه يأتى من أبعد
نقطة فى الوجود . الصوت يقترب أكثر و أكثر و يزداد وضوحاً ...............
إنه صوت بكاء
........ !
نعم بكاء
أسترق السمع أكثر لأتبين مصدره .
نعم بكاء
أسترق السمع أكثر لأتبين مصدره .
إنه يصدر منى
.......
نعم أسمع نفسي تتألم .....
تأن .......
يزداد نحيبها و نشيجها .
نعم أسمع نفسي تتألم .....
تأن .......
يزداد نحيبها و نشيجها .
يزداد النحيب و يرتفع حتى تكاد أذناى أن تصما .
..............................
..............................
أهدأى يا نفسى
فقريباً تستريحين ، أهدأى يا نفسي فقريباً ستتسرب كل الأحزان من ثقب الروح .
تهب رياح الألم
على قلبى و نفسى فتثير ذرات الوجع لتُلهب جراحى الدامية ، فتعود نفسى للأنين و
تترنح كما يترنح الذبيح الذى أصبح قاب قوسين أو أدنى من الموت .
ثم صمت مُطبق يشبة صمت القبور يكتنف الكون حولى .......
ظلمة حالكة......
أشعر و كأنى قد خرجت عن نطاق الزمن الذى تتحلل فيه الساعات و الدقائق و تزحف عقارب الساعة بملل و بطء فى هذا الموت الذى يشبة الحياة .
ثم صمت مُطبق يشبة صمت القبور يكتنف الكون حولى .......
ظلمة حالكة......
أشعر و كأنى قد خرجت عن نطاق الزمن الذى تتحلل فيه الساعات و الدقائق و تزحف عقارب الساعة بملل و بطء فى هذا الموت الذى يشبة الحياة .
أشعر أن روحى
باتت حرة تحلق فى الأفق ، أشعر بها خفيفة كريشة ، أكاد أستشعر ذرات البرودة فى
الخارج ......
فى
اللاموجود..........
فى اللامكان
فى اللامكان
أشعر أنى بدأت
أستشعر الحياة مرة أخرى ، و لكن بنظرة جديدة أكثر وضوحاً.
أراكم جميعاً ،
حتى جسدى أراه ممداً فى أغفاءة تشبة أغفاءة الموت .
الآن أستطيع أن
أرى فى عينيكِ الكراهية التى تخفينها عنى ، الآن سقط قناع المحبة الذى ترتدينه
أمامى.
و أرى فى عينيكِ
أنتِ الآخرى الدعث و الإحنة ، و أرى
نفسُكِ القميئة .
و أرى فى عينيك
يا هذا ، أرى فى عينيك النفاق ، كيف لم أُدرك من قبل أنك أفعوان دون؟ ربما بسبب
أجادتك للتمثيل و براعتك فيه.
أستطيع أن أراكم
جميعاً على حقيقتكم ، سقطت أقنعتكم و صرتم أمامى مجردين ، نفوسكم عارية من كل
الأكاذيب.
يالفجيعتى فيكم
! يا لسذاجتى !
مَضتنى حقيقتكم
، ليتنى ظللت مخدوعة بكم ، كيف لى أن أنظر إليكم مرة أخرى ؟ أنَى لى أن أبتسم فى
وجوهكم بعد أن علمت خفايا نفوسكم؟
تنطلق منى آة
صامتة و لكنها تشق عباب هذا السكون و تخترق الظلمات ، و تسقط منى دمعة حارة أشد من
حرارة البراكين.
لا ، لقد أنقضَ كل ما بيننا، لن أعود مرة أخرى لأتشبث بأهداب الحياة ، لن أعيش حياة لا تستحق أن تُعاش

