الخميس، 20 فبراير 2014

و سقط القناع


الهدوء و السكون يلف الكون حولى .
 ما أشد قسوة هذا الصمت الذى يغمر كل شئ .
أشعر أنى فقدت الأحساس بنفسي و بما حولى ، حتى جسدي لم أعد أشعر به . لا أسمع إلا صوت منكسر مبحوح يأتى متقطعاً  و كأنه يأتى من أبعد نقطة فى الوجود . الصوت يقترب أكثر و أكثر و يزداد وضوحاً ...............
إنه صوت بكاء ........ !

نعم بكاء 
أسترق السمع أكثر لأتبين مصدره .
إنه يصدر منى .......
نعم أسمع نفسي تتألم .....
تأن .......
يزداد نحيبها و نشيجها .
 يزداد النحيب و يرتفع حتى تكاد أذناى أن تصما .
                                     ..............................
أهدأى يا نفسى فقريباً تستريحين ، أهدأى يا نفسي فقريباً ستتسرب كل الأحزان من ثقب الروح .
تهب رياح الألم على قلبى و نفسى فتثير ذرات الوجع لتُلهب جراحى الدامية ، فتعود نفسى للأنين و تترنح كما يترنح الذبيح الذى أصبح قاب قوسين أو أدنى من الموت .

 ثم صمت مُطبق يشبة صمت القبور يكتنف الكون حولى .......
ظلمة حالكة......
أشعر و كأنى قد خرجت عن نطاق الزمن الذى تتحلل فيه الساعات و الدقائق و تزحف عقارب الساعة بملل و بطء فى هذا الموت الذى يشبة الحياة .

أشعر أن روحى باتت حرة تحلق فى الأفق ، أشعر بها خفيفة كريشة ، أكاد أستشعر ذرات البرودة فى الخارج ......

فى اللاموجود..........
فى اللامكان
أشعر أنى بدأت أستشعر الحياة مرة أخرى ، و لكن بنظرة جديدة أكثر وضوحاً.

أراكم جميعاً ، حتى جسدى أراه ممداً فى أغفاءة تشبة أغفاءة الموت .
الآن أستطيع أن أرى فى عينيكِ الكراهية التى تخفينها عنى ، الآن سقط قناع المحبة الذى ترتدينه أمامى.
و أرى فى عينيكِ أنتِ الآخرى  الدعث و الإحنة ، و أرى نفسُكِ القميئة .
و أرى فى عينيك يا هذا ، أرى فى عينيك النفاق ، كيف لم أُدرك من قبل أنك أفعوان دون؟ ربما بسبب أجادتك للتمثيل و براعتك فيه.
أستطيع أن أراكم جميعاً على حقيقتكم ، سقطت أقنعتكم و صرتم أمامى مجردين ، نفوسكم عارية من كل الأكاذيب.

يالفجيعتى فيكم ! يا لسذاجتى !

مَضتنى حقيقتكم ، ليتنى ظللت مخدوعة بكم ، كيف لى أن أنظر إليكم مرة أخرى ؟ أنَى لى أن أبتسم فى وجوهكم بعد أن علمت خفايا نفوسكم؟

تنطلق منى آة صامتة و لكنها تشق عباب هذا السكون و تخترق الظلمات ، و تسقط منى دمعة حارة أشد من حرارة البراكين.

لا ، لقد أنقضَ كل ما بيننا، لن أعود مرة أخرى لأتشبث بأهداب الحياة
، لن أعيش حياة لا تستحق أن تُعاش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق