الاثنين، 11 أغسطس 2014

                                                               غربة و أغتراب


كم هو مؤلم أن تدرك فى لحظة أن أقرب أقربائك قد باتت تفصلك عنهم مسافات بعيدة.
أن تدرك أنك فى زحمة الحياة قد بنيت أسواراً و أسواراً حول نفسك ، و تقوقعت داخلك ، و أصبحت تبتعد شيئاً فشيئاً عن الآخرين .
تنظر إليهم الآن فلا تعرفهم ......تتفحص ملامحهم و وجوههم و ينتابك الشعور أنك تراهم للوهلة الأولى .
مؤلم أن تشعر أنك أصبحت غريباً عن مَن هم حولك ، بل عن كل ما يدور حولك فى فلك حياتك , فقد باتت أقلامك , و دفاترك , عطرك , و ملابسك ، حتى خواطرك التى دونتها منذ سنوات قد باتت غريبة عنك و يكأن شخصاً آخر غيرك هو من دونها .
جرفتك مياه الحياة إلى شواطئ بعيدة فى أقاصى الدنيا ، دنيا لم تتخيل قط أنك قد تصل إليها يوماً .
أخذتك الحياة فى دواماتها التى لا تنتهى , تُسلمك دوامة الألم إلى دوامة الندم ثم  دوامة الحنين و تتكاثر الدوامات إل ما لا نهاية .

الاثنين، 19 مايو 2014

فقدان......

يراودنى الشعور بأنى سأفقد عما قريب شيئاً ما .... شيئاً كبيراً .... شيئاً سيسبب فقدانه خسارة كبيرة 
ربما كان هذا الشئ هو انا..... نعم أنا
كل ما حولى يمنحنى هذا الأحساس ، حتى بات يراودنى صباح مساء.
كل مَن حولى بات يمنحنى حباً و عاطفةً أكثر من ذى قبل ، و يكأنهم أكتشفوا وجودى بينهم و أستحقاقى لحبهم الآن فقط.
باتت أمى تدللنى كثيراً ، و الأصدقاء ........  الأصدقاء أصبحوا يقفون إلى جوارى  ، أجدهم وقتما أحتاجهم , و أنا التى كنت أجد نفسى وحيدة دوماً.
بت أفتقد منزلى حين أغيب عنه ’ هذا الشعور الذى لم يراودنى من قبل .
أتجول فى منزلى و أطيل الجلوس فى كل مكان و أطيل التأمل ، و يكأننى أودع المكان .....
لا أعلم ما الذى يدفعنى إلى فعل ذلك ، لكنى أفعله و أشعر بسعادة بالغة و أنا أفعله.
أتجه إلى غرفتى ‘ تلك التى من شدة تعلقي بها أشعر بالغربة فى أى مكان سواها
هنا موطنى......هنا ساعاتى الطويلة التى قضيتها إما باكية نائحة و إما سعيدة باسمة
هنا قرأت حد الثمالة .......هنا كتبت 
هنا ضحكت........هنا بكيت
ربما هنا أيضاً سأموت.
أقلب فى الصور ، أستعيد الذكريات ..... أبتسم .... أبكى.
صرت أفعل كل شئ و يكأنى أفعله للمرة الأخيرة .
صرت أيضاً أشتاق إلى بعض الأشخاص كثيراً ، أتمنى وجودهم إلى جوارى حين أرحل ، و لكن ليس كل ما يتمناه المرء يناله
يكفينى أنى حين أكون معهم أملأ عيناى بصورتهم حتى تكوت آخر ما أراه قبل أن أغلقهما للأبد.
و الآن أكتب و ربما تكون تلك المرة أيضاً هى المرة الأخيرة ...........

الأربعاء، 30 أبريل 2014

أيها الغد              

          حقاً أهابكُ كثيراً أيها الغد !

أخافُ منك و مما تحمله لى فى طياتك ، أخافُ من قسوتك ، أخاف من بطشك ، أخاف من عذابك .

أيها الغد تمهل ، كن رحيماً بى فأنا فُتات إنسان أجحف به الزمان.

أيها الغد : أخاف أن تسرق أحبتى ، أو تسرق فرحتى ، أو تحمل لى حزناً جديداً , أو ألماً شديداً .

أيها الغد أختبأ منك خلف الأبواب ، أهرب منك و أعود إليك مُحملة باليأس و مُكبلة بأداهم الخوف.

ماذا ستفعل بى؟ و على أى درب ستُلقينى؟درب الوحدة؟ أم درب الألم؟ أم درب الندم؟

أيها الغد تمهل قليلاً فأنك يوم ! 

الأربعاء، 2 أبريل 2014

شكر واجب 


شكراً لكل مَن خذلنى يوماً ما
شكراً لكل مَن وضعت به ثقتى و كشف لى انه لم يكن أهلاً للثقة
شكراً لكل مَن خاننى
شكراً لكل مَن نافقنى
شكرا لكل مَن طعننى فى ظهرى
شكراً لكل مَن أظهر حبه و أخفى كراهيته
                                           ..............................................
شكراً لكم لأنكم جعلتمونى أفيق من سذاجتى , و أمزق وجة الطيبة و الغباء و أرتدى قناعاً مثل قناعكم
شكراً لأنكم جعلتمونى أهوى من برج الطيبة العاجى لأصطدم بواقعكم العفن
شكراً لآنكم جعلتمونى أعلم أن هذة الدنيا ليست مدينة فاضلة بل هى مدينة مليئة بالشر و بالنفوس القميئة أمثالكم !

الخميس، 20 فبراير 2014

و سقط القناع


الهدوء و السكون يلف الكون حولى .
 ما أشد قسوة هذا الصمت الذى يغمر كل شئ .
أشعر أنى فقدت الأحساس بنفسي و بما حولى ، حتى جسدي لم أعد أشعر به . لا أسمع إلا صوت منكسر مبحوح يأتى متقطعاً  و كأنه يأتى من أبعد نقطة فى الوجود . الصوت يقترب أكثر و أكثر و يزداد وضوحاً ...............
إنه صوت بكاء ........ !

نعم بكاء 
أسترق السمع أكثر لأتبين مصدره .
إنه يصدر منى .......
نعم أسمع نفسي تتألم .....
تأن .......
يزداد نحيبها و نشيجها .
 يزداد النحيب و يرتفع حتى تكاد أذناى أن تصما .
                                     ..............................
أهدأى يا نفسى فقريباً تستريحين ، أهدأى يا نفسي فقريباً ستتسرب كل الأحزان من ثقب الروح .
تهب رياح الألم على قلبى و نفسى فتثير ذرات الوجع لتُلهب جراحى الدامية ، فتعود نفسى للأنين و تترنح كما يترنح الذبيح الذى أصبح قاب قوسين أو أدنى من الموت .

 ثم صمت مُطبق يشبة صمت القبور يكتنف الكون حولى .......
ظلمة حالكة......
أشعر و كأنى قد خرجت عن نطاق الزمن الذى تتحلل فيه الساعات و الدقائق و تزحف عقارب الساعة بملل و بطء فى هذا الموت الذى يشبة الحياة .

أشعر أن روحى باتت حرة تحلق فى الأفق ، أشعر بها خفيفة كريشة ، أكاد أستشعر ذرات البرودة فى الخارج ......

فى اللاموجود..........
فى اللامكان
أشعر أنى بدأت أستشعر الحياة مرة أخرى ، و لكن بنظرة جديدة أكثر وضوحاً.

أراكم جميعاً ، حتى جسدى أراه ممداً فى أغفاءة تشبة أغفاءة الموت .
الآن أستطيع أن أرى فى عينيكِ الكراهية التى تخفينها عنى ، الآن سقط قناع المحبة الذى ترتدينه أمامى.
و أرى فى عينيكِ أنتِ الآخرى  الدعث و الإحنة ، و أرى نفسُكِ القميئة .
و أرى فى عينيك يا هذا ، أرى فى عينيك النفاق ، كيف لم أُدرك من قبل أنك أفعوان دون؟ ربما بسبب أجادتك للتمثيل و براعتك فيه.
أستطيع أن أراكم جميعاً على حقيقتكم ، سقطت أقنعتكم و صرتم أمامى مجردين ، نفوسكم عارية من كل الأكاذيب.

يالفجيعتى فيكم ! يا لسذاجتى !

مَضتنى حقيقتكم ، ليتنى ظللت مخدوعة بكم ، كيف لى أن أنظر إليكم مرة أخرى ؟ أنَى لى أن أبتسم فى وجوهكم بعد أن علمت خفايا نفوسكم؟

تنطلق منى آة صامتة و لكنها تشق عباب هذا السكون و تخترق الظلمات ، و تسقط منى دمعة حارة أشد من حرارة البراكين.

لا ، لقد أنقضَ كل ما بيننا، لن أعود مرة أخرى لأتشبث بأهداب الحياة
، لن أعيش حياة لا تستحق أن تُعاش

الثلاثاء، 11 فبراير 2014

كلما تذكرتك

و كلما تذكرتك
أجتاحت جيوش الأحزان قلبي و أستعمرت كل ذرة به
و كلما تذكرتك
عشش طائر الألم فوق رأسي
و كلما تذكرتك
وبلت سماء أحزانى و نبتت أحزاناً جديدة , زرعاً يرويه الألم
و كلما تذكرتك
تجدد نزيف الروح و القلب
و كلما تذكرتك
تجمد الدمع فى المآقى
و تجمد الدم فى العروق
و أعيش لحظة بين الموت و الحياة
ففراقك كان لى الموت و ذكراك رغم وجعها هى الحياة
عبثاً أحاول نسيانك و لكنى كلما حاولت نسيانكك تذكرتك أكثر !
و لا أعلم هل ألومك ؟ أم ألوم نفسي , أم ألوم القدر؟
و أكتفى بحزنى و أصمت !
                                     ..........................

الجمعة، 7 فبراير 2014

كأنى أنا....

و كأن التاريخ يٌعيد نفسه مرة أخرى و لكن فى زمانٍ غيرَ الزمان ، و مكانٍ غير َ المكان.
الوقائع ذاتُها ............الدياجى التى تكتنفنى .................... الآلآم التى تعتصرنى
                                                     كأنى أنا...........
أقف مرة أخرى بقلبى الممزق ، و دموعى المنهمرة ، و جراحى الدامية ، و الأحزان المنبجسة فى حنايا صدرى ، و الألم السرمدى الذى يجرى فى عروقى و شرايينى مجرى الدم .
.............الليلُ البهيم ، و الصمت المطبق..............
                                                      كأنى أنا...........
أقف مرة أخرى بخيباتى التى زادت واحدة أخرى ، خيباتى الانهائية التى تجاوزت حدود الأرقام و الأعداد.
             ....أنا ........ بمشاعرى المهترئة , أنتظر أُزوف موعد الرحيل......
             ....أنا....... بأحزانى التى زادت وطأتها.......
                                                               كأنى أنا..........
فى نفس تلك الحلقة التى وُجدتُ فيها منذ عام ، أستمع إلى اللحن ذاته ، أمسك بين يدى قلبى الذى أنتزعته بكل عنفٍ من حنايا صدرى ،   ذلك القلب الذى أتعبنى كثيراً و آلامنى أكثر.
أوشك أن ألقى به بعيداً..................زإلى أبعد نقطة فى الوجود ، أو أٌحكم قبضتى عليه ليلفظ هذا القلب البائس أنفاسه الأخيرة و ألفظها معه و يستريح كلانا.
                                                   .......................................
الأمل الزائف ذاته يظهر من بعيد ، سذاجتى ذاتها التى تقودنى إلى التشبث بتلابيبه ، عله يكون سبباً فى إنقاذى من هذا الوحل.
ليمضي اليوم يتلو اليوم , و يسقط القناع يتلو الآخر , و تتلاشى الآمال و تهوى صروح الأوهام فوق رأسي.
لأعود مرة أخرى إلى ذاتِ النقطة. لأجدنى ثانية أنا و قلبى الحزين و أحزانى اللانهائية و تلك الهاوية المشئومة التى ستجرفنى معها عما قريب بعد أن بتُ أقرب إليها خطوة............

السبت، 18 يناير 2014

لحظات ألم.....
فى لحظات ألمك قد تجد حولك مَن يواسيك ، و مَن يعزيك بتلك الكلمات المحفوظة التى تُقال دوماً ، تلك الكلمات التى لا تُسمن و لا تُغنى من جوع .
و لكن فى النهاية سينفض الجمع من حولك ، و من تعاطفوا معك فى البداية لم يعودوا حتى يذكروك الآن ، و يتجلى أمام ناظريك قول الشاعر :
    لا تشكى للناس جرحاً أنت صاحبه
                   لا يؤلم الجرح إلا مَن به ألم
فخيراً لك أن تقف "أنت" إلى جانبك ، تُساند نفسك ، تلملم جراحك و تُطيب الآلامك  ، تُربتُ على كتفك قائلاً : " لا تحزني يا نفسي ... أنا هنا إلى جوارك و لن أفارقكِ كما فارقكِ الآخرون "
َ

الاثنين، 6 يناير 2014


" إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" صدق الله العظيم.
فلا أن ينبغى أن أدعو لنفسي بالهدايه و أنا أستمع إلى ندائه عز وجل "حى على الصلاه" ثم أتكاسل .
و لا يجب أن أدعو الله أن يهدينى صراطاً مستقيماً , و أنا أبرر لنفسى ارتكاب الذنوب و المعاصي و الموبقات. فلابد أن يقترن هذا الدعاء بالنيه الخالصة و الرغبه النابعة من القلب فى التغيير للأفضل , فالدعاء وحده لا يكفى لكن لابد معه من العمل و التوبه النصوح. فلا ينبغى أن ادعو الله أن يُبعدنى عن المعاصي فى نفس الوقت الذى أتلذذ أنا فية بالغيبة و أتفنن بالكذب و أخالط أصدقاء السوء و كأن لسانى الذى يدعو فى وادى و أنا بتصرفاتى فى وادٍ آخر.
فالله لا يغير ما بقوم من حال إلى حال , حتى يغيروا ما بأنفسهم من طاعة لله جل و علا.
فلتبدأ بنفسك و تأخذ بالأسباب و لتخطو خطوة إيجابيه فى طريق الحياه السوية. أنهض و أنفض عنك غبار المعاصي و الذنوب , توضأ و أسجد بين يدى الله و عندها أدعوه أن يهديك صراطاً مستقيماً , و الله عليم بذات الصدور .