الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

بحر الحياه..........

و مضى فى بحر الحياه تجرفة شواطئ العذاب و تُلقى به بعيدا فى أهوال الدنيا يتخبط فيها كالسكير الذى شرب حتى الثماله ، أو كالتائهة الذى ضل الطريق فمضى يتلمس طوق النجاه، أو كالمجنون الذى فقد عقلة فصار يهذى.
و ظل هكذا يتخبط يميناً و يساراً فلا يجد طوقاً للنجاه , أو عساه يريد ألا يرى و أن حياته هذة صارت تروق له , و قد تأقلم معها , و قد أعتاد منها على الألم و العذاب , و صار يستسيغ طعم المرارة , و يتجرع منها كأساً تلو الأخرى .
و ماذا عساه أن يفعل فى عالم ٍ يقسو يوماً بعد يوم؟ و يتفرق فية الأصحاب ، و يتشتت الشمل و الجمع ، و يتحول الحبيب الى عدو لدود ، و الصديق الى شخصٍ حسود ، و تنقطع الأرحام، و تفارق الأحباب ، و تشعر بالوحدة رغم أنك فى عالمٍ مكتظٍ بالبشر .
و تزداد الأعباء و الهموم على كاهلك فتنهار و تسقط كشجرةً نبتت فى صحراءٍ جرداء تهزها الرياح من كل جانب و هى صامده لا تريد الرضوخ و الأستسلام بسهولة , و لكن هيهات........
فتنهار جزءً جزء, غصناً غصن , و ورقةً ورقة
فهو أشبة بالطفل الصغير الذى ضاع من أهلة , و تشرد فى تلك الحياه التى تحمله بأمواجها المتلاطمة ثم تقذف به فى قاعها لا يعرف إلا طعم الخوف و الأسي..
فى عينية الخوف ، و فى قلبه الأمل فى الغد و الفجر المشرق , لعلة يشرق عليه بضوءٍ من الطمأنينة و الرحمة ، و لكن هيهات ..... هيهات لهذا الفجر أن يشرق , فهذا الفجر المشوب بالأمل و الطمأنينة ليس له مكان إلا فى مخيلته و احلامة البريئة , فلم يعد فى هذا العالم القاسي المظلم مثل هذا الأمن أو تلك الطمأنينة .
ولكن ليس أمامه إلا أن يأمل و يأمل , حتى ينهار و يفنى , و يسقط يوماً كورقة من أوراق الشجر......
تمت 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق